يقع برج هيرست “”hearst tower في وسط مانهاتن بجانب كلومبس سيركل، تحديدا شارع سبعة وخمسين في مدينة نيويورك، صممه المهندس البريطاني نورمان روبرت فورمان وقد تم افتتاحه عام 2006.
دار الاوبرا في دبي تصميم هندسي في قمة الإبداع
هندسيا مما يتكون برج هيرست وأين تبرز أهميته الإنشائية؟
برج هيرست عبارة عن 46 طابق بطول 182 متر. قد يكون ليس بذلك الطول بالنسبة إلى باقي أبراج نيويورك. لكن يتمتع برج هيرست بمميزات كثيرة وضعها فورمان فيه. جعلته من أكثر الأبراج وناطحات السحاب استدامة، إذ تم تشييده بواسطة التكنولوجيا الحديثة المعتمدة على “الفولاذ والزجاج” فقد تم استعمال الحديد الصلب “الفولاذ” في بنائه ولكن بنسبة أقل من الحالة العادية. كما تم إضافة الزجاج إلى هيكلة برج هيرست الفولاذية من جوانبه الأربعة وذلك بشكل كسرات على الزوايا لتظهر بشكل معين تتناسب مع شكل الفولاذ المدور، ليجعله من الخارج على شكل مستطيل له حواف كثيرة.
الهدف من تلك الطريقة في البناء ترجع إلى أهمية البناء التاريخية. إذ يعود تشييد البناء إلى ثلاثينيات القرن الماضي حيث كان يتكون من ست طوابق من الحجر. ما قام به فوستر أنه جعل البناء القديم قاعدة وأساس البرج الجديد لكن لا يوجد طريقة لتحتمل القاعدة تلك الأطنان الثقيلة إلا من خلاله عمله على هذا الشكل باستخدام الفولاذ المدور من الداخل والخارج وعدم استخدام الإسمنت المسلح. بالإضافة إلى كسوته بالزجاج المقوى ذو الوزن الخفيف والتأثير العالي على حماية البناء من كافة الظروف المناخية الاستثنائية.
نتيجة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة أو “الهاي تك” في التصميم. جعل برج هيرست يستخدم طاقة اقل من الأبراج الأخرى التي توازيه مساحة وحجما. ذلك من خلاله اعتماد نظام تصميمي عالي تعتمد على التهوية الطبيعية للبناء وبالتالي استهلاك كهرباء أقل. بالإضافة إلى وجود نظام تقني يقوم بجمع مياه الأمطار تبرد بهو البرج صيفا وتزيد من رطوبته شتاءً.
استطاع فوستر أن يصمم مبنى يتمتع بمواصفات لها ديمومة طويلة. بطريقة فنية وإبداعية تبهر الناظر إلى البرج، بالإضافة إلى تصميم برج محافظ على البيئة ويخفف من حدة التلوث في المنطقة.
مرة أخرى يثبت لنا المهندس نورمان فوستر أنه جدير بالثقة لتصميمه ذلك النوع من الأبنية الحديثة. فقد حاز البرج على جائزة “هاي رايز” عام 2008، كما نال فورمان جائزة مالية على البرج وذلك عن أفضل تصميم معماري.