دار أوبرا سيدني

دار أوبرا سيدني مشاكل وحلول وعبقرية في التصميم

دار أوبرا سيدني تعد واحدة من المباني الأكثر تميزا في القرن العشرين.  وواحدة من أشهر مراكز الفنون المسرحية في العالم،  وقد أصبحت دار الأوبرا في سيدني أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو يوم 28 يونيو عام 2007،  وقد صممها المهندس الدنمركي يورن أوتسون عام 1958.

شاهد ايضاً: دار الاوبرا في دبي تصميم هندسي في قمة الإبداع

ما هي أبر المشاكل التي واجهت المهندسين في تشييد دار أوبرا سيدني؟

تم إنشاء دار أوبرا سيدني على ثلاث مراحل،  ابتدأت المرحلة الأولى بتشييد المنصة.  في وقت لم يكن أوتسون قد أنهى كامل تصميمه بعد. حيث تم الإسراع بها خوفا من التقلبات السياسية خاصة بعد وفاة الوزير الاسترالي كاهيل الداعم الأول لبناء دار أوبرا سيدني،  وقد تم الانتهاء منها عام 1963.  إلا أن الإسراع في بنائها أدى إلى مشاكل كبيرة لاحقة،  وهي أنه أعمدة المنصة لم تكن قوية بما يكفي لدعم هيكل السقف.  وكان لا بد من الإعادة،  لذا اقترح أوتسون أن يتم وضع شبكة من الأسلاك الفولاذية لتشد الخرسانة منعا من تشققها،  وقد كانت فكرة مبتكرة في ذلك الوقت

المرحلة الثانية.  بناء الطوابق والسطح: تجلت المشكلة الرئيسية في بناء الجدران والسطح أنها كانت غير منتظمة ومختلفة الحجم والشكل. نجدها واسعة بجدران عالية في مكان وفي مكان آخر تكون صغيرة والسبب في ذلك كان بسبب الدور الوظيفي الهام للأوبرا في تمييز طبقات الصوت وتوافق ترددات الصدى.  لكن ذلك كان مكلفا للغاية حيث احتاج فريق المهندسين الإنشائيين إلى التغيير في أبعاد قوالب صب الخرسانة في كل مرة ولكل قسم على حدى مما كلفت وقتا ومالا أكثر.  لكن بالنهاية نتج عمل بديع وفريد من نوعه.

ولكن حل تلك المشكلة كانت عن طريق يورن أوتسون نفسه،  حيث جاء بفكرة جعل من خلالها جميع الأصداف أو الهياكل الخارجية بانحناءة موحدة وفي كلا الاتجاهين،  هذا الحل سمح للأقواس المتفاوتة الطول تصب في قالب مشترك،  وقد ساعده بذلك استخدام تقنيات الحاسوب.

أما المرحلة الثالثة في تشييد دار أوبرا سيدني فقد وضعت فيها الهياكل الداخلية وتصميمات الديكور. لكن أوتسون لم يشترك في تلك المرحلة نظرا لأنه استقال من المشروع لأسباب سياسية. وقد تم إجراء بعض التغييرات على تصميمه لكن لم تكن جوهرية.

ماذا بعد انتهاء تشييد البناء؟

دار أوبرا سيدني

تضم دار أوبرا سيدني قاعة احتفال رئيسية تتسع لحوالي 2700 شخص.  مسرح جوان ساذرلاند الذي يتسع  لحوالي 1500 شخص، بالإضافة إلى مسرح صغير يتضمن حوالي 400 مقعد. كما يضم استوديو للتسجيل وغرفة متعددة الأغراض تتسع لحوالي 200 شخص أطلق عليها غرفة أوتسون وذلك عام 2004

بالنسبة إلى  قاعة الاحتفالات الكبرى فهي تقع ضمن المجموعة الغربية من البناء. ومسرح ساذرلاند جوان في المجموعة الشرقية. وقد تم اختيار حجم الأصداف المشكلة للهيكل الخارجي لتعكس متطلبات الارتفاع الداخلية، مع مسافات منخفضة عند المدخل، التي ترتفع فوق مناطق الجلوس والعروض الرئيسية، أما الأماكن الأصغر مثل (مسرح الدراما،  والاستوديو) فهي تقع ضمن منصة تحت قاعة الحفلات الموسيقية،  ويحيط المنصة من الخارج أماكن عامة مفتوحة. التي تشكل فناء مرصوف بالحجارة يتم استخدامه بانتظام كساحة للعروض في الهواء الطلق.

 تم الانتهاء أخيرا من تشييد الأوبرا.  وافتتحت في عام 1973 من قبل الملكة إليزابيث الثانية.  وبعد سنين طويلة تم الاعتراف بفضل أوتسون في تصميمه دار أوبرا سيدني وقد حاز على جائزة البريتسكر عام 2003